التبويض هو عملية حيوية أساسية في جسم المرأة تلعب دورًا حاسمًا في الإنجاب والحمل، ويعتبر مؤشرًا هامًا على صحة النظام الهرموني والقدرة على الإنجاب.
فهم كيفية عمل التبويض يعتبر أساسيًا لتحديد فترة الخصوبة والتخطيط للحمل، كما يساعد في تشخيص بعض المشاكل الصحية المرتبطة بانقطاع التبويض أو عدم انتظامه. في هذا المقال، سنكتشف بالتفصيل ما هو التبويض وكيفية تأثيره على صحة المرأة وقدرتها على الإنجاب.
مفهوم التبويض
عند الإباضة، يُطلق المبيض بويضة ناضجة تتحرك إلى أسفل قناة فالوب، وتنتظر لمدة تتراوح بين 12 و24 ساعة لتكون جاهزة للتخصيب. يمكن للحيوان المنوي أن يعيش داخل الجهاز التناسلي للمرأة لمدة تصل إلى 5 أيام بعد ممارسة الجماع في الظروف المناسبة. وتزيد فرصة الحمل إلى أقصى حدها عندما يكون الحيوان المنوي الحي متواجدًا في قناتي فالوب أثناء الإباضة.
أيام التبويض
ينضج شهريًا ما يقارب من 15 إلى 20 بويضة داخل المبيض. تُطلق واحدة فقط منها في الحالات الطبيعية، وذلك بعد مرور 10 إلى 18 يومًا من بدء الدورة السابقة، وهو الوقت الذي تحدث فيه الإباضة لدى غالبية النساء. تتحكم الهرمونات المفرزة من الوتد أو الغدة تحت المخيخ في حدوث الإباضة، وتشمل الهرمونات المنبهة للجريب (FSH) والهرمون المُلوتن (LH).
حساب أيام التبويض
تعتمد العديد من النساء على استخدام مذكرات أو تقويم لتتبع فترة التبويض المحتملة، خاصةً إذا كن يخططن لتكوين عائلة أو إضافة فرد جديد للعائلة. يمكن للطبيب تقديم الطرق الدقيقة لتأكيد حدوث التبويض، مثل فحوصات الدم الهرمونية. ومع ذلك، يمكنك أيضًا حساب أيام التبويض بسهولة في المنزل، فإذا كانت دورتك الشهرية 28 يومًا، يمكن حساب فترة الخصوبة من اليوم 9 إلى اليوم 14 من الدورة. بالتالي، تكون الأيام الأكثر خصوبة هي 12 و 13 و 14 من دورتك الشهرية. يزداد احتمالية حدوث الحمل عند ممارسة العلاقة الجنسية خلال هذه الفترة.
حساب أيام التبويض في حالة عدم انتظام الدورة
في حالة الدورة الشهرية غير المنتظمة، يمكن أن يكون من الصعب تحديد أيام التبويض. ومع ذلك، يمكن للطبيب، باستخدام التقنيات الحديثة، متابعة الإباضة بدقة وتحديد جدول أيام التبويض. يمكن استخدام عدة أدوات لذلك، منها:
رسم مخطط للدورة الشهرية
يمكن تتبع الدورة الشهرية غير المنتظمة من خلال رسم مخطط لها واستخدام بعض الأدلة لتحديد نمطها، مما يساعد الطبيب على تحديد أيام التبويض.
مخاط عنق الرحم
يتغير مخاط عنق الرحم خلال فترة الإباضة، حيث يصبح كثيف وواضح ولزج. يمكن مراقبة هذه التغيرات لتحديد وقت التبويض.
درجة حرارة الجسم
تتغير درجة حرارة الجسم بداية من فترة الإباضة. ومن خلال مراقبة تغيرات درجة حرارة الجسم، يمكن تحديد وقت حدوث التبويض بشكل دقيق.
اقرأ ايضاً: متى تظهر أعراض الحمل واهم النصائح للأم الحامل
حساب أيام التبويض بعد الإجهاض
يمكن أن يسبب الإجهاض تأثيرات عاطفية وجسدية على المرأة، وقد تحتاج إلى فترة زمنية للشفاء، ويمكن أن تتعرض دورة الحيض لاضطراب بعد الإجهاض وتحتاج إلى تنظيم. وبالتالي، يمكن أن يكون من الصعب تحديد موعد التبويض بعد الإجهاض. ومع ذلك، هناك عدة طرق يمكن استخدامها لتحديد جدول أيام التبويض بعد الإجهاض، مثل متابعة اليوم الأول من دورة الحيض وكمية الدم؛ حيث يمكن حساب وقت التبويض بناءً على ذلك. ومع ذلك، يعتمد نجاح هذه الطريقة على حالة المرأة بعد الإجهاض وأية مضاعفات قد تحدث.
أو من خلال مراقبة درجة حرارة الجسم يوميًا، حيث ترتفع درجة الحرارة عند التبويض. وعادةً ما يحدث التبويض بعد أسبوعين من الإجهاض. ومع ذلك، يجب مراعاة أن هذه الطريقة قد لا تكون دقيقة في حالات ارتفاع درجة حرارة الجسم بسبب حمى أو عدوى.
كما يمكن تحديد وقت الاباضة بعد الإجهاض من خلال قياس نسبة هرمون الحمل في الدم، حيث يستغرق حوالي أسبوعين بعد الإجهاض للوصول إلى المستوى الطبيعي.
أعراض التبويض
تختلف أعراض التبويض من امرأة لأخرى، وهناك بعض النساء اللاتي لا تعانين من أي أعراض على الإطلاق. وفيما يلي بعض علامات التبويض الأساسية:
تغير سائل عنق الرحم
يشبه سائل عنق الرحم بياض البيض، وتختلف خصائصه من امرأة لأخرى، وليس جميع سوائل عنق الرحم هي نفسها. ويكون وقت الإباضة عادةً في اليوم الذي يكون لديها أكبر قدر من السائل الرطب.
تغير درجة حرارة الجسم
تثبت درجة الحرارة قبل الإباضة وتنخفض قليلًا قبلها، ثم تزيد بشكل حاد بعد الإباضة. تشير الزيادة في درجة الحرارة إلى حدوث الإباضة، وبالإمكان متابعة درجة الحرارة لتحديد أيام التبويض بدقة.
تغير موضع عنق الرحم أو قسوته
يمر عنق الرحم بتغيرات ملحوظة خلال فترة الإباضة، مثل التلين والارتفاع والانفتاح والرطوبة. وتحتاج النساء إلى وقت للتعرف على التغيرات التي يمكن أن يشهدها عنق الرحم خلال فترة التبويض.
أعراض ثانوية للإباضة
قد تظهر لدى المرأة علامات إباضة ثانوية بجانب الأعراض الرئيسية، وتُعرف هذه العلامات بالثانوية، وغالبًا ما لا تحدث لدى العديد من النساء بانتظام. يمكن أن تتضمن أعراض الإباضة ما يلي: ظهور بقع خفيفة، تشنج طفيف أو ألم في جانب واحد من الحوض، شعور بألم في الثدي، انتفاخ في البطن، زيادة في الرغبة الجنسية.، احسن في الحاسة الشمية والتذوق، أو الرؤية.
نزول دم أيام التبويض للمتزوجة
خلال فترة التبويض، يحدث نزول الدم بشكل طبيعي نتيجة زيادة إفراز هرمون الاستروجين في النصف الأول من الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى نمو وزيادة سمك بطانة الرحم لتكون جاهزة لاستقبال البويضة.
في النصف الثاني من الدورة، يحدث ارتفاع تدريجي في هرمون البروجسترون مما يزيد من سماكة بطانة الرحم، وعندما ينخفض مستوى البروجسترون، يحدث نزول دم الدورة الشهرية.
زيادة سمك بطانة الرحم خلال فترة التبويض قد يسبب نزول بقع دم وانفتاح عنق الرحم بشكل أكبر، مما يسهل إخراج أي دم متراكم. لا يعتبر نزول الدم في فترة التبويض خطيرًا، ولكن إذا كان النزيف غير منتظم خلال الدورة الشهرية، يجب استشارة الطبيب على الفور لتقييم الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة.
اقرأ ايضاً: أعراض انقطاع الطمث ومتى يحدث؟
إفرازات التبويض
لفهم الوقت المثالي للحمل، يجب معرفة طبيعة الإفرازات التي تحدث خلال فترة التبويض، نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة في هذا الوقت. تتميز فترة التبويض بزيادة مستويات هرمونات الاستروجين والبروجسترون، وبخروج إفرازات مهبلية بيضاء لزجة تشبه بياض البيض.
يصبح مخاط عنق الرحم أكثر سمكًا خلال فترة التبويض، ويكتسب مظهرًا هلاميًا، كما تزداد كمية الإفرازات المهبلية التي تنتج في هذا الوقت بشكل ملحوظ، حيث تعادل ثلاثين ضعف تلك التي تنتج في الفترة التالية.
تختلف الإفرازات المهبلية في مظهرها قبل وبعد الإباضة، وعلى الرغم من أنها قد تختلف من امرأة إلى أخرى، إلا أن كمية الإفرازات المهبلية تزداد وتصبح لزجة ورطبة قبل التبويض، أما خلال فترة التبويض، تكون الإفرازات شبيهة بالإفرازات البيضاء ذات الملمس الهلامي، وبعد التبويض، تصبح الإفرازات ذات لون أبيض حليبي وتكون أكثر كثافة.
متى تقومي بزيارة الطبيب بسبب التبويض
إذا كان التبويض لا يحدث لك بشكل منتظم، أو لا يحدث تبويض على الإطلاق، فمن الأفضل التحدث مع طبيب الرعاية الصحية الخاص بك، لأنه من الممكن أن تؤثر بعض العوامل مثل الإجهاد أو نمط الحياة الغذائي على الدورة الشهرية، ولكن هناك أيضًا حالات طبية يجب أن تكوني على دراية بها والتي من الممكن أن تؤدي إلى توقف التبويض أو عدم انتظامه، وتشمل ذلك متلازمة المبيض المتعدد الكيسات وانقطاع الطمث.
قد تظهر أعراض أخرى مرتبطة بالاختلال الهرموني نتيجة لهذه الحالات، مثل حب الشباب أو زيادة نمو الشعر على الوجه أو الجسم. يمكن أن يؤدي إلى عقم في الحالات الخطيرة. ولكن هناك أسباب أخرى قد تسبب مشاكل في التبويض أو عدم انتظام الدورة الشهرية، مثل انسداد قناتي فالوب بسبب التهاب الحوض، انتباذ بطانة الرحم، إجراء جراحي بسبب حدوث حمل خارج الرحم، اضطراب مستوى الهرمونات، مشاكل في الغدة الدرقية، انخفاض مؤشر كتلة الجسم أو نقص الوزن، السمنة، ومستوى عالٍ جدًا من النشاط البدني.
في النهاية، يعتبر فهم كيفية عمل التبويض ومتابعته أمرًا أساسيًا للنساء اللواتي يرغبن في تحقيق الحمل أو الحفاظ على صحتهن الإنجابية. وعلى الرغم من أن التبويض هو عملية طبيعية، إلا أنه من الممكن أن تواجه بعض النساء مشاكل في هذه العملية، والتي يمكن تشخيصها وعلاجها بواسطة الأطباء المختصين.
أدوات قد تهمك: